قراءة القرآن عند القبور للميت
الدليل على مشروعية القراءة من السنة :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اقْرَءُوا يس عَلَى مَوْتَاكُمْ " (رواه احمد وابن ماجة والنسائى وأبى داود ) وقال أيضا : " من مر بين المقابر فقرأ قل هو الله أحد أحد عشر مرة ثم وهب أجرها للأموات أعطي من الأجر بعدد الأموات " رواه الدارقطنى فى سننه ، عمدة القارئ شرح صحيح البخارى
وَعَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما أَنه اسْتحبَّ أَن يُقرأ عَلَى الْقَبْر بعد الدّفن أول الْبَقَرَة وخاتمتها . رَوَاهُ الطبرانى والْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد حسن وقد حكم بحسنه النووى والحافظ بن حجر
وأسند صاحب مسند الفردوس إلى أبي الدرداء بلفظ: " ما من ميت تقرأ عنده يس إلا هون الله عزّوجلّ عليه " ، قال محب الدين الطبري: المراد الميت الذي فارقته روحه، وحمله على المحتضر قول بلا دليل.
فقراءة القران على الميت سنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اعترض البعض بالحديث " إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جاريه أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " .
وقد قال ابن أبي العز في شرح العقيدة الطحاوية:وأما استدلالهم بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله) فاستدلال ساقط، فإنه لم يقل انقطع انتفاعه، وإنما أخبر عن انقطاع عمله، وأما عمل غيره فهو لعامله، فإن وهبه له وصل إليه ثواب عمل العامل، لا ثواب عمله هو، وهذا كالدّين يوفيه الإنسان عن غيره، فتبرأ ذمته، ولكن ليس له ما وفّى به الدَّين .
وقد شرح هذا الحديث سيدي الإمام علوي بن عباس المالكي الحسني رحمه الله، فقال: قوله: (إذا مات ابن آدم ...) اعلم أن انقطاع ذات العمل بالموت أمر ظاهر، إذ الميت لا يعمل ولا يكلف بعد الموت، وإنما المقصود أن بعض الأعمال تستثمر آثارها حتى بعد الموت فلا ينقطع أجرها بتكرر ذلك. ولذا قال: ( إلا من ثلاث ) أي إلا من خصال ثلاث: (صدقة جارية) أي غير منقطعة كحفر بئر، ووقف مصحف، وبناء مسجد ورباط، وقوله: (أو علم ينتفع به) يعني به العلم الشرعي: الذي ينتفع به، ويترتب عليه الفوز بالنعيم المقيم والنجاة من العذاب الأبدي. ويدخل في ذلك: تأليف الكتب ووقفها. لأن المراد مطلق الانتفاع: بالمباشرة والتسبب. وقوله: (أو ولد صالح) أي مسلم (يدعو له): لأنه من كسبه. وقد تفضل الله تعالى بكتابته مثل ثواب سائر الحسنات التي يعملها الأولاد دون آثام السيئات.
عن جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكاً واستخرجت {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} من تحت العرش فوصلت بها، ويس قلب القرآن لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له، واقرءوها على موتاكم) اخرجه ابن حبان فى صحيحه
من آراء المذاهب والعلماء فى القراءة على الميت :
قال بن عقيل : إذا فعل الإنسان الحى طاعة أو صلاة أو غير ذلك من قراءة قران وغيرها واهدأ ثوابها للميت وصل إليه الثواب بشرط أن يتقدم بنية الهدية على الطاعة للميت .
ومذهب الأئمة الأربعة استحسنوا قراءة ما تيسر القران الكريم كما ذكر النووى فى ( شرح المهذب وكتابه الأذكار ) وكما ذكر المفتى المالكى السابق محمد حسنين مخلوف ونقله بن أبى زيد فى الرسالة .
المذهب المالكي : الإمام القرطبي ذكر فى كتابه التذكرة جواز قراءة القرءان على القبر وأجاد بذلك حتى إنه سمى الباب " ما جاء في قراءة القرءان عند القبر حالة الدفن وبعده وأنه يصل إلى الميت ثواب ما يقرأ ويدعى ويستغفر له ويتصدق عليه " كتاب التذكرة ص99-109 .
الشافعيــة : ذكر الإمام النووي أن الشافعي وأصحابه قالوا " يستحب أن يقرءوا عنده شياً من القرءان، قالوا فأن ختموا القرءان كله كان حسناً "، عند الفراغ من دفن الميت، والشافعي نصّ على ذلك . الأذكار للنووى
ويقول الإمام النووي: استحب العلماء قراءة القرءان عند القبر واستأنسوا لذلك بحديث الجريدتين وقالوا : إذا وصل النفع إلى الميت بتسبيحهما حال رطوبتهما فانتفاع الميت بقراءة القرءان عند قبره أولى ، فإن قراءة القرءان من إنسان أعظم وأنفع من التسبيح من عود وقد نفع القرءان بعض من حصل له ضرر في حال الحياة ، فالميت كذلك .
قال الإمام النووي: ويستحب للزائر ـ يعني زائر القبور ـ أن يسلم على المقابر ويدعو لمن يزوره ولجميع أهل المقبرة، والأفضل أن يكون السلام والدعاء مما ثبت في الحديث، ويستحب أن يقرأ من القرآن ما تيسر ويدعو لهم عقبها. نص عليه الشافعي واتفق عليه الأصحاب.
الإمام السيوطي : حيث أفرد فصلاً كاملاً عن قراءة القرءان على القبر في كتابه شرح الصدور وبرهن على صحة هذا العمل وعلى وصول ثوابه إلى الميت .
ومذهب الإمام احمد وجمهور السلف وصلوا ثوابها للميت وهو قول بعض أصحاب أبى حنيفة ونص هذا الإمام احمد فى روايه حمد بن يحيى الكحال قال قيل لأبى عبد الله الرجل يعمل الشئ من الخير من صلاة أو صدقة أو غير ذلك فيجعل نصفه لأبيه أو أمه ، قال : أرجو وقال : الميت يصل إليه كل شئ من صدقة أو غيرها وقال أيضا : اقرأ آية الكرسى ثلاث مرات وقل هو الله احد وقل : اللهم إن فضل هذا لأهل المقابر.
وقال الإمام أبو بكر المروزي من تلامذة الإمام أحمد بن حنبل ، ما نصه:" سمعت أحمد بن حنبل يقول: إذا دخلتم المقابر فاقرءوا ءاية الكرسي وقل هو الله أحد ثلاث مرات، ثم قولوا: اللهم اجعل فضله لأهل المقابر ". كتاب المقصد الأرشد
الإمام المرداوي الحنبلى : عن الإمام أحمد أنه نهى عن القراءة على القبر ثم رجع عن هذا النهي بعد أن بلغه عن ابن عمر أنه أوصى بقراءة الفاتحة وخواتيم سورة البقرة عليه بعد دفنه، وصار من مذهبه استحباب قراءة القرءان على القبر كما هو مثبت في كتب الحنابلة، فقال المرداوي: ولا تُكره القراءة على القبر على أصح الروايتين، وقال ابن قدامة: ولا بأس بالقراءة عند القبر . كتاب الإنصاف ج2/557، وقد نقل ابن قدامة المقدسي في كتابه المغني ج2/426
وقال علي بن موسى الحداد : كنت مع أحمد بن حنبل في جنازة و محمد بن قدامة الجوهري يقرأ فلما دفنا الميت جاء رجل ضرير يقرأ عند القبر فقال له أحمد : يا هذا إن القراءة على القبر بدعة فلما خرجنا من المقابر قال محمد بن قدامة لأحمد : يا أبا عبد الله : ما تقول في مبشر بن إسماعيل ؟ قال : ثقة قال : هل كتبت عنه شيئا ؟ قال : نعم قال : أخبرني مبشر بن إسماعيل عن عبد الرحمن بن العلاء بن الحجاج عن أبيه أنه أوصى إذا دفن أن يقرأ عند رأسه بفاتحة البقرة و خاتمتها و قال : سمعت ابن عمر يوصي بذلك قال أحمد : فارجع إلى الرجل فقل له يقرأ.
المذهب الحنفى : الشيخ محمد علاء الدين الحصكفي قال: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء اللّه بكم لاحقون، ويقرأ يس". انتهى كلامه، وأقره صاحب الحاشية ابن عابدين الحنفي . الدر المختار في شرح تنوير الأبصار ج2/242 (من حاشية رد المحتار على الدر المختار).
وقال الزيلعي الحنفي : عن ثواب عمل الحى لغيره الميت عند أهل السنة والجماعة صلاة كان أو صومًا أو حجًا أو صدقة أو قرءاة قرءان أو الأذكار إلى غير ذلك من جميع أنواع البر ويصل ذلك إلى الميت وينفعه . شرحه الزيلغى الحنفى على كنز الدقائق في باب الحج عن ثواب عمله لغيره
ويقول المحدث الفقيه البغوى : بعد ذكر حديث الجريدتين : " وفيه دليل على أنه يستحب قراءة القرءان على القبور لإنه أعظم من كل شيء بركة وثوابًا " . شرح السنة ج1/372
وقال ابن الحاج ما نصه " لو قرأ في بيته وأهدى إليه لوصلت " وكيفية وصولها أنه إذا فرغ من تلاوته وهب ثوابها له ، أو قال : " اللهم اجعل ثوابها له . المدخل ج 1
وقال الحافظ السيوطي: واستدلوا (أي الجمهور) على الوصول بالقياس على الدعاء والصدقة والصوم والحج والعتق، وبالأحاديث الآتي ذكرها (ذكرها في شرح الصدور عن الخلال وغيره) قال: وهي وإن كانت ضعيفة فمجموعها يدل على أن لذلك أصلاً، وبأن المسلمين ما زالوا في كل عصر يجتمعون ويقرءون لموتاهم من غير نكير فكان ذلك إجماعاً.
فبعد هذا البيان يتضح لك أخي المسلم أن قراءة القرءان على القبر أمر مستحب مرغّب فيه وليس لمانعيه ومحرّميه حجة في ذلك، وغاية ما يقولونه إن هذا بدعة لم يفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه متّكئين على ما رُوي عن الإمام أحمد بن حنبل أنه كان يقول عنه بدعة، وكلامهم هذا مردود بقول النبي صلى الله عليه وسلم : "اقرءوا على موتاكم"، والأثر المروي عن ابن عمر رضي اللّه عنه الذي حسنه الإمام النووي كما بينا ءانفاً . واستدلالهم بقول الإمام أحمد مردود لأنه رجع عن هذا القول كما ذكر صاحبي الإنصاف والمغني وكذلك بيّن القرطبي رجوع أحمد عن قوله هذا في كتابه التذكرة ص99-100، فلا تستمع أخي المسلم إلى كل ما يُقال من حولك وطالب من يُحرّم القراءة على القبر بالدليل الشرعي على كلامه ولن يجد لذلك سبيلاً، وعليك باتباع كلام العلماء المعتبرين فإنهم ورثة الأنبياء وخاتمة القول اليس في صلاة الجنازة نقرأ الفاتحة على الميت المسلم .؟!! والفاتحة من القرءان .
طالبة الجنة
03-06-2011, 10:54 AM
الدليل على مشروعية القراءة من السنة :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اقْرَءُوا يس عَلَى مَوْتَاكُمْ " (رواه احمد وابن ماجة والنسائى وأبى داود ) وقال أيضا : " من مر بين المقابر فقرأ قل هو الله أحد أحد عشر مرة ثم وهب أجرها للأموات أعطي من الأجر بعدد الأموات " رواه الدارقطنى فى سننه ، عمدة القارئ شرح صحيح البخارى
وَعَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما أَنه اسْتحبَّ أَن يُقرأ عَلَى الْقَبْر بعد الدّفن أول الْبَقَرَة وخاتمتها . رَوَاهُ الطبرانى والْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد حسن وقد حكم بحسنه النووى والحافظ بن حجر
وأسند صاحب مسند الفردوس إلى أبي الدرداء بلفظ: " ما من ميت تقرأ عنده يس إلا هون الله عزّوجلّ عليه " ، قال محب الدين الطبري: المراد الميت الذي فارقته روحه، وحمله على المحتضر قول بلا دليل.
فقراءة القران على الميت سنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اعترض البعض بالحديث " إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جاريه أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " .
وقد قال ابن أبي العز في شرح العقيدة الطحاوية:وأما استدلالهم بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله) فاستدلال ساقط، فإنه لم يقل انقطع انتفاعه، وإنما أخبر عن انقطاع عمله، وأما عمل غيره فهو لعامله، فإن وهبه له وصل إليه ثواب عمل العامل، لا ثواب عمله هو، وهذا كالدّين يوفيه الإنسان عن غيره، فتبرأ ذمته، ولكن ليس له ما وفّى به الدَّين .
وقد شرح هذا الحديث سيدي الإمام علوي بن عباس المالكي الحسني رحمه الله، فقال: قوله: (إذا مات ابن آدم ...) اعلم أن انقطاع ذات العمل بالموت أمر ظاهر، إذ الميت لا يعمل ولا يكلف بعد الموت، وإنما المقصود أن بعض الأعمال تستثمر آثارها حتى بعد الموت فلا ينقطع أجرها بتكرر ذلك. ولذا قال: ( إلا من ثلاث ) أي إلا من خصال ثلاث: (صدقة جارية) أي غير منقطعة كحفر بئر، ووقف مصحف، وبناء مسجد ورباط، وقوله: (أو علم ينتفع به) يعني به العلم الشرعي: الذي ينتفع به، ويترتب عليه الفوز بالنعيم المقيم والنجاة من العذاب الأبدي. ويدخل في ذلك: تأليف الكتب ووقفها. لأن المراد مطلق الانتفاع: بالمباشرة والتسبب. وقوله: (أو ولد صالح) أي مسلم (يدعو له): لأنه من كسبه. وقد تفضل الله تعالى بكتابته مثل ثواب سائر الحسنات التي يعملها الأولاد دون آثام السيئات.
عن جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكاً واستخرجت {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} من تحت العرش فوصلت بها، ويس قلب القرآن لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له، واقرءوها على موتاكم) اخرجه ابن حبان فى صحيحه
من آراء المذاهب والعلماء فى القراءة على الميت :
قال بن عقيل : إذا فعل الإنسان الحى طاعة أو صلاة أو غير ذلك من قراءة قران وغيرها واهدأ ثوابها للميت وصل إليه الثواب بشرط أن يتقدم بنية الهدية على الطاعة للميت .
ومذهب الأئمة الأربعة استحسنوا قراءة ما تيسر القران الكريم كما ذكر النووى فى ( شرح المهذب وكتابه الأذكار ) وكما ذكر المفتى المالكى السابق محمد حسنين مخلوف ونقله بن أبى زيد فى الرسالة .
المذهب المالكي : الإمام القرطبي ذكر فى كتابه التذكرة جواز قراءة القرءان على القبر وأجاد بذلك حتى إنه سمى الباب " ما جاء في قراءة القرءان عند القبر حالة الدفن وبعده وأنه يصل إلى الميت ثواب ما يقرأ ويدعى ويستغفر له ويتصدق عليه " كتاب التذكرة ص99-109 .
الشافعيــة : ذكر الإمام النووي أن الشافعي وأصحابه قالوا " يستحب أن يقرءوا عنده شياً من القرءان، قالوا فأن ختموا القرءان كله كان حسناً "، عند الفراغ من دفن الميت، والشافعي نصّ على ذلك . الأذكار للنووى
ويقول الإمام النووي: استحب العلماء قراءة القرءان عند القبر واستأنسوا لذلك بحديث الجريدتين وقالوا : إذا وصل النفع إلى الميت بتسبيحهما حال رطوبتهما فانتفاع الميت بقراءة القرءان عند قبره أولى ، فإن قراءة القرءان من إنسان أعظم وأنفع من التسبيح من عود وقد نفع القرءان بعض من حصل له ضرر في حال الحياة ، فالميت كذلك .
قال الإمام النووي: ويستحب للزائر ـ يعني زائر القبور ـ أن يسلم على المقابر ويدعو لمن يزوره ولجميع أهل المقبرة، والأفضل أن يكون السلام والدعاء مما ثبت في الحديث، ويستحب أن يقرأ من القرآن ما تيسر ويدعو لهم عقبها. نص عليه الشافعي واتفق عليه الأصحاب.
الإمام السيوطي : حيث أفرد فصلاً كاملاً عن قراءة القرءان على القبر في كتابه شرح الصدور وبرهن على صحة هذا العمل وعلى وصول ثوابه إلى الميت .
ومذهب الإمام احمد وجمهور السلف وصلوا ثوابها للميت وهو قول بعض أصحاب أبى حنيفة ونص هذا الإمام احمد فى روايه حمد بن يحيى الكحال قال قيل لأبى عبد الله الرجل يعمل الشئ من الخير من صلاة أو صدقة أو غير ذلك فيجعل نصفه لأبيه أو أمه ، قال : أرجو وقال : الميت يصل إليه كل شئ من صدقة أو غيرها وقال أيضا : اقرأ آية الكرسى ثلاث مرات وقل هو الله احد وقل : اللهم إن فضل هذا لأهل المقابر.
وقال الإمام أبو بكر المروزي من تلامذة الإمام أحمد بن حنبل ، ما نصه:" سمعت أحمد بن حنبل يقول: إذا دخلتم المقابر فاقرءوا ءاية الكرسي وقل هو الله أحد ثلاث مرات، ثم قولوا: اللهم اجعل فضله لأهل المقابر ". كتاب المقصد الأرشد
الإمام المرداوي الحنبلى : عن الإمام أحمد أنه نهى عن القراءة على القبر ثم رجع عن هذا النهي بعد أن بلغه عن ابن عمر أنه أوصى بقراءة الفاتحة وخواتيم سورة البقرة عليه بعد دفنه، وصار من مذهبه استحباب قراءة القرءان على القبر كما هو مثبت في كتب الحنابلة، فقال المرداوي: ولا تُكره القراءة على القبر على أصح الروايتين، وقال ابن قدامة: ولا بأس بالقراءة عند القبر . كتاب الإنصاف ج2/557، وقد نقل ابن قدامة المقدسي في كتابه المغني ج2/426
وقال علي بن موسى الحداد : كنت مع أحمد بن حنبل في جنازة و محمد بن قدامة الجوهري يقرأ فلما دفنا الميت جاء رجل ضرير يقرأ عند القبر فقال له أحمد : يا هذا إن القراءة على القبر بدعة فلما خرجنا من المقابر قال محمد بن قدامة لأحمد : يا أبا عبد الله : ما تقول في مبشر بن إسماعيل ؟ قال : ثقة قال : هل كتبت عنه شيئا ؟ قال : نعم قال : أخبرني مبشر بن إسماعيل عن عبد الرحمن بن العلاء بن الحجاج عن أبيه أنه أوصى إذا دفن أن يقرأ عند رأسه بفاتحة البقرة و خاتمتها و قال : سمعت ابن عمر يوصي بذلك قال أحمد : فارجع إلى الرجل فقل له يقرأ.
المذهب الحنفى : الشيخ محمد علاء الدين الحصكفي قال: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء اللّه بكم لاحقون، ويقرأ يس". انتهى كلامه، وأقره صاحب الحاشية ابن عابدين الحنفي . الدر المختار في شرح تنوير الأبصار ج2/242 (من حاشية رد المحتار على الدر المختار).
وقال الزيلعي الحنفي : عن ثواب عمل الحى لغيره الميت عند أهل السنة والجماعة صلاة كان أو صومًا أو حجًا أو صدقة أو قرءاة قرءان أو الأذكار إلى غير ذلك من جميع أنواع البر ويصل ذلك إلى الميت وينفعه . شرحه الزيلغى الحنفى على كنز الدقائق في باب الحج عن ثواب عمله لغيره
ويقول المحدث الفقيه البغوى : بعد ذكر حديث الجريدتين : " وفيه دليل على أنه يستحب قراءة القرءان على القبور لإنه أعظم من كل شيء بركة وثوابًا " . شرح السنة ج1/372
وقال ابن الحاج ما نصه " لو قرأ في بيته وأهدى إليه لوصلت " وكيفية وصولها أنه إذا فرغ من تلاوته وهب ثوابها له ، أو قال : " اللهم اجعل ثوابها له . المدخل ج 1
وقال الحافظ السيوطي: واستدلوا (أي الجمهور) على الوصول بالقياس على الدعاء والصدقة والصوم والحج والعتق، وبالأحاديث الآتي ذكرها (ذكرها في شرح الصدور عن الخلال وغيره) قال: وهي وإن كانت ضعيفة فمجموعها يدل على أن لذلك أصلاً، وبأن المسلمين ما زالوا في كل عصر يجتمعون ويقرءون لموتاهم من غير نكير فكان ذلك إجماعاً.
فبعد هذا البيان يتضح لك أخي المسلم أن قراءة القرءان على القبر أمر مستحب مرغّب فيه وليس لمانعيه ومحرّميه حجة في ذلك، وغاية ما يقولونه إن هذا بدعة لم يفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه متّكئين على ما رُوي عن الإمام أحمد بن حنبل أنه كان يقول عنه بدعة، وكلامهم هذا مردود بقول النبي صلى الله عليه وسلم : "اقرءوا على موتاكم"، والأثر المروي عن ابن عمر رضي اللّه عنه الذي حسنه الإمام النووي كما بينا ءانفاً . واستدلالهم بقول الإمام أحمد مردود لأنه رجع عن هذا القول كما ذكر صاحبي الإنصاف والمغني وكذلك بيّن القرطبي رجوع أحمد عن قوله هذا في كتابه التذكرة ص99-100، فلا تستمع أخي المسلم إلى كل ما يُقال من حولك وطالب من يُحرّم القراءة على القبر بالدليل الشرعي على كلامه ولن يجد لذلك سبيلاً، وعليك باتباع كلام العلماء المعتبرين فإنهم ورثة الأنبياء وخاتمة القول اليس في صلاة الجنازة نقرأ الفاتحة على الميت المسلم .؟!! والفاتحة من القرءان .
طالبة الجنة
03-06-2011, 10:54 AM
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق